أخر الاخبار

قصة النبى " خليل الله " ضد أقوى ملوك الأرض (6)

تكملة لسلسة قصص الانبياء والرسل التى بدأناها مسبقاً والتى نتحدث من خلالها عن قصص الأنبياء بالترتيب كما جاء فى القرآن الكريم، ولكن ليس من الناحيه الدينيه البحتة [ حيث أن الدين له دارسيه وأهل التفسير وهم الأحق فالحديث عن تلك الأمور]، ولكننا نتحدث من الناحيه التاريخيه لنتعرف على ترتيب الأحداث التاريخية من قبل سيدنا ادم حتى الوصول لسيدنا محمد صل الله عليه وسلم.

فبعد أن تحدثنا فى الجزء الأول من قصص الأنبياء عن قصة سيدنا آدم عليه السلام، وخطيئة سيدنا أدم فى الجنه ووقوعه فى فخ الشيطان، مما أدى إلى نزول سيدنا أدم وحواء إلى الأرض وتعميرها، ثم تحدثنا فى الجزء الثانى عن قصة الصراع بين الأخوة "قابيل" و"هابيل" حيث وقوع أول جريمة فى التاريخ حين قتل قابيل أخاه هابيل، وذكرنا فى الجزء الثالت من قصص الأنبياء قصة نبي الله إدريس عليه السلام وعلاقته بأوزوريس أله الموتى عند المصريين القدماء، ثم انتقلنا إلى الجزء الرابع من سلسلة قصص الانبياء إلى قصة سيدنا نوح ومعجزة الله سفينة نوح أول سفينة فى العالم، وتوقفنا فى المرة السابقة عند الجزء الخامس من السلسلة وقصة نبى الله هود وتسخير الرياح لإبادة قومه،

جاء الوقت لإستكمال سلسلة قصص الأنبياء ومتابعة الاحداث التاريخية ومعرفة ماذا يخبئ لنا الجزء السادس من سلسة قصص الأنبياء، فقصة اليوم هى قصة نبي الله "خليل الله" سيدنا إبراهيم عليه السلام.





نبى الله سيدنا ابراهيم

يعرف نبي الله إبراهيم بأنه أبو الأنبياء، فهو جد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو خليل الله، أي حبيبه وصديقه الذي اختاره الله وأصطفاه من خلقه، أصله عراقي من بابل كان يعيش فيها مع ابن أخيه النبي لوط عليه السلام، وعندما أرسل الله سيدنا إبراهيم كان العالم غارق فى الشرك بالله وعبادة الأصنام والحيوانات والكواكب والنجوم.

هداية الله لخليله سيدنا ابراهيم عليه السلام

أنعم الله على سيدنا ابراهيم و هداه لدينه الصحيح بعد ان احتار تفكيره وقلبه بين عباده الشمس و القمر فقد قال الله عز وجل تعالى فى كتابه العزيز فى سورة الانعام : بسم الله الرحمن الرحيم

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.صدق الله العظيم

سيدنا ابراهيم والحرب الفكرية

فبعد ان هداه الله واراح قلبه بدأ يدعو قومه لعبادة الله الواحد الأحد وترك عباده الأصنام، وكان أول من دعاه هو والده الذي كان يصنع الأصنام بيديه ثم يعبدها يسجد لها .. ولكن رد والده هو الرد المعهود حينذاك:

"هذا ما وجدنا عليه آباءنا وأجدادنا. . "

فالكل يعلق شماعته على الذى سبقه فاراد ان يقنع قومه كما اقتنع هو فهو اقتنع بوجود الله بالعقل والمنطق فأقتنع بأن الأصنام لا تضر ولا تنفع ولكى يثبت لهم ذلك أستخدم حيلة ذكية فكما نعرف أن الحرب خدعة وهى فعلا كانت بمثابة الحرب ولكن حرب فكرية فهو لا يريد ان يدمر الأصنام فقط لكنه يريد ان يدمر فكرهم ومعتقداتهم.


حيلة سيدنا إبراهيم

ولكي يثبت إبراهيم ان لا إله إلا الله لم يكتفى بالكلام ولم ينتظر معجزات فقد هداه الله إلى حيلة ذكية، فاستغل انشغال قومه بأعيادهم ، وكسر كل الأصنام بيده ماعدا أكبر الاصنام، وترك الفأس على كتف أكبرهم ، وعندما عاد قومه من الاحتفالات ، وجدوا أصنامهم قد دمرت.

فقالوا ان الشخص الوحيد الذى يتجرأ ويفعل جريمة مثل تلك هو سيدنا إبراهيم ؛ لأنهم سمعوه يتحدث عن رفض عبادته للأوثان ، فاجتمع الناس وأحضروا سيدنا إبراهيم ، وسألوه عن الشخص الذي كسر الأصنام ، فقال: اسألوا كبيرهم الذى يحمل الفأس وسيجيب عليكم وبذلك لم يتمكنوا من الرد ، وحاول النبي إبراهيم إقناع قومه أنه لو كانت تلك الأصنام ضارة أو مفيدة لكانوا قد أضروا به عندما حطمهم، لكن لم يقتنع أحد منهم بكلماته ، وقرروا معاقبته لأنه استهزأ بآلهتهم.

معجزة الله لخليله النبي ابراهيم

فجمعوا الحطب وأشعلوا نارا عظيمة ، وأتوا بإبراهيم وأمره برميه فيها بقوة ، ولكن لم يفقد نبي الله إبراهيم الثقة فى الله وهنا جاءت معجزة الله لخليله سيدنا إبراهيم عندما خرج من النار بعد أن انطفأت سليم دون خدش أو حرق !! حيث أمر الله النار أن تكون بردا وسلاما على النبي إبراهيم ، وقال الله في سورة الأنبياء: بسم الله الرحمن الرحيم.

" قالوا حرقوه و انصروا الهتكم ان كنتم فاعلين , قلنا يا نار كونى بردا و سلاما على ابراهيم , و ارادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين " صدق الله العظيم
و عندما خرج من النار وجد اباه الذى قال له " نعم الرب ربك يا ابراهيم "

قصة سيدنا ابراهيم مع النمرود أقوى ملوك الأرض

وانتشر الخبر عن وجود نبي الله إبراهيم في العراق وأنه يدعو إلى عباده الله الواحد، وصلت تلك الاخبار إلى حاكم الإمبراطورية البابلية الملك المتكبر "النمرود" الذى يدعى أنه إله.. دعا النمرود خليل الله إلى قصره ليثبت النمرود له أن لا يوجد إله غيره فقال له النمرود أنا إله أحى وأميت فتحدى سيدنا ابراهيم كما قال الله تعالى فى كتابه العزيز فى سورة البقره: بسم الله الرحمن الرحيم

" ربى الذى يحيى و يميت قال انا احيى و اميت " صدق الله العظيم
ولكى يثبت إدعاءه ؛ فأتا برجلين محكوم عليهم بالاعدام عفا عن احدهم و قتل الاخر

سيدنا إبراهيم وحيلة المنطق مرة أخرى

وهنا ظهر ذكاء سيدنا إبراهيم وحكمته ليبطل إدعاء النمرود أنه إله فتحداه سيدنا إبراهيم تحدى إعجازى لا أحد يستطيع ان يفعله إلا الله
فقال النبى ابرهيم أن الله عز وجل يأتى بالشمس من المشرق فأتى بها من المغرب .. فلم يستطع الرد عليه و زاد غضبه لشعوره بالإحراج امام قومه و هو كبيرهم ، ووصف الله لنا المشهد فى القرآن فى سوره البقره: بسم الل الرحمن الرحيم

" فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأتى بها من المغرب فبهت الذى كفر و اللهلا يهدى القوم الظالمين " صدق الله العظيم.

لم يكتف نبي الله إبراهيم بذلك ، لكنه تحداه ايضا في سير الكواكب والرياح والمطر ، وفي كل مرة كان النمرود عاجزًا عن الرد وانحطت كرامته ومكانته وتركه سيدنا إبراهيم مستهزئًا بضعفه ، فأرسل الله ملاكً إلى النمرود يدعوه إلى السجود لله ؛ فأبى وتكبر وتحدى الله وقال لله اجمع جيوشك واجمع جيوشي وانظر من سينتصر في النهاية.


يوضع سره فى أضعف خلقه

وبالفعل حشد النمرود أقوى جيوشه وانتظر شروق الشمس وهو يقف وسط جيشه مستهزئًا بإله سيدنا إبراهيم منتظر قدوم جيش الله، وفجأة ظهر جيش الله لم يكن جيش الله بشر ولم يكن ملائكة بل كان جيش من اضعف المخلوقات جيش كامل من الذباب و وسط صدمة النمرود بهذا المنظر، هجم الذباب على جيش النمرود وامتص البعوض "الذباب" دماء جيش النمرود أقوى جيوش الأرض وتركهم قتلى ،أما النمرود فقد أراد الله أن يجعله عبره ، فسلط عليه ذبابه أضعف مخلوق تحارب من تحدى الله وادعى انه إله ، فقد أمر الله الذبابة بالدخول فى جسد النمرود من خلال أنفه ، وبقت بداخله تضايقه وتعذبه وتؤلمه حتى مات النمرود.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-