
وهي مقولة ذات شهرة واسعة ، تستخدم للدلالة على الخيانة وهنا نقصد خيانة الأشخاص المقربين منك.
حينها تصاب بالصدمة وتشعر بألم وحزن لامثيل لهما ، لأنك لم تتوقع منه قط أن يفعل أي شيء كهذا.
وهنا تذكرت شعر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب :
تغيرتِ المودة ُ والاخاءُ ……… و قلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُو أسلمني الزمانُ إلى صديقٍ ……. كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ
لن تجد موقف يوصف شعورك فى تلك اللحظة إلا الموقف الذى صوره لنا وليم شكسبير فى مسرحيته "يوليوس قيصر " فى مشهد إغتيال " قيصر " المدبر له من قبل صديق عمره "بروتس" .
من هو يوليوس قيصر
يوليوس قيصر من أبرز حكام وقادة روما ، فهو أشهر شخصية عسكرية في التاريخ ، برع في مجالات حياته وتعليمه وقيادة جيش بلاده ، فكان سياسيًا ماهرًا وعسكريًا ناجحًا واشتهر أيضًا بكونه واعظًا وكاتبًا ، ولعب دورًا مهمًا في تحول الجمهورية الرومانية إلى إمبراطورية رومانية ، وكان أول من أطلق على نفسه لقب "الإمبراطور" ، نتيجة لذلك تبنى العديد من الأباطرة والحكام هذا اللقب من بعده متأثرين بقوة شخصيته وحكمته فى القيادة ، إنه الشخص الذي حظي بامتياز أن يصبح قائد إمبراطورية شاسعة ، لكنه لقي نفس المصير الذي يواجهه القادة الناجحون وهو القتل ولم يقتل بطريقة عادية بل قتل بطريقة درامية .
كاسيوس هو العقل المدبر
كان يوليوس قيصر ينتقل فاتحا من بلد إلى بلد ، فكان يحقق انتصارات ونجاحات عجز على أن يحققها ما سبقه ، وهذا ما قلق النبلاء منه بالأضافة إلى زيادة شعبيته التى ليس لها مثيل ، فكانوا فى حاجه لمن يشعل فكرة التخلص منه ، وهنا جاء دور القائد كاسيوس فهو قائد عملية إغتيال القيصر ، حبث كان يريد أن يتم إغتيال القيصر بطريقة لا يتهم فيها شخص بعينه ، فتوصل لفكرة أن يقتله مجموعة من النيلاء فى مجلس الشيوخ بحيث أن يطعنه كل واحد طعنه بذلك لا يتهم شخص بعينه فى مقتله .
وهنا مشهد إقناع كاسيوس لبروتس مصور من مسرحية " يوليوس قيصر " لوليم شكسبير

إغتيال القيصر
كاسيوس كان يعلم جيدا محبة يوليوس قيصر وثقته فى بروتس ، ولكنه كان يعلم أيضا محبة بروتوس لروما فأقنعه كاسيوس أن القيصر خائن ويجب أن يقتل لنجاة روما ، وهنا انضم بروتس لخطة كاسيوس .
"حتى أنت ، يا بروتس ؟!"
في مسرحية "يوليوس قيصر" لوليم شكسبير .. يسقط قيصر على الأرض ينزف من طعنات المتآمرين الذين دعوه في مجلس الشيوخ ، و مع كل طعنة تلقاها قيصر ، كان وجهه جامداً وخالياً من الانفعال ، فلم يعبرعن اى مشاعر إلا ألمًا طفيفًا من جروح الطعنات التي أصابت جسده ، ولكن في لحظة حاسمة تغيرت ملامح وجهه حين رأى "بروتس" ، فكان يشعر أن صديقه بروتس جاء لينقذه ولكن سدد له صديقه "بروتوس" الطعنه القاتلة ، ثم أصبحت الوخزات الطفيفة طعنات قاتلة. اهتز صوت يوليوس قيصر وهو ينظر بحزن وألم إلى صديقه قائلاً :
«يا الله أيمكن أن يحدث هذا ؟ بروتس صديقى يطعننى بخنجره من الخلف ؟ هذا هو الخنجر الذي أهديته له في إحدى المناسبات؟!» وأغمض قيصر عينيه حتى لا يرى الحقيقة المؤلمة وهو يقول: «حتى أنت يا بروتس؟»، فأجابه «إنى أحبك لكنى أحب روما أكثر»، فرد قيصر قائلا: «إذن فليمت قيصر».