طه حسين
الأديب الذى أصيب بفقدان البصر فى مرحلة الطفولة،هو من أسرة مصرية متواضعة، لكنه تغلب على عقبات مثل فقدان البصروالفقر والجهل فأنطلق إلى جامعة الأزهر ، ثم الجامعة المصرية ، ثم الجامعة الفرنسية ، ليعود أستاذا ثم عميدا للجامعة المصرية ، وبعد ذلك وزيرًا للتعليم ،لذلك أطلق عليه لقب " قاهر الظلام " فكان يقدس العلم فمن حبه وتقديره للعلم قال :
“التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن”.
حيث برع طه حسين فى مجالات عديدة فهو الكاتب والناقد الأدبي وايضا المفكر له العديد من الكتب والمؤلفات التي ترك من خلالها بصمة لا غبار عليها في الأدب العربي الحديث.

لم تكن أيام الكاتب هادئة بل أيام مضطربة ومثيرة. حيث تميز بالجرأة في إبداء آرائه ، ومخالفة الرأي العام السائد ، والجرأة في الكتابة. كان طه حسين شخصية تصادمية يحب الجدال والصراع ولا يخشى المواجهة. كان ماهرًا في إثارة الزوابع حول أفكاره وشخصيته ، وتمرد على ما كان سائدًا. ورافقته هذه الصفات طوال حياته الأدبية والفكرية ، مما جعله يدخل أو يكون طرفاً في خلافات ومعارك أدبية وفكرية متعددة اصبحت جزء من الأدب العربي الحديث.
بداية المعارك الأدبية والفكرية :
رغب طه حسين فى أحدات ثورة تجديد الفكرفى مصر، فأراد أن يوجه مصر نحو أوروبا والحضارة الأورومتوسطية بدلاً من الشرق ، ورأى في الحضارة الغربية النموذج المثالي للخروج من التخلف. ودافع عن استخدام المنهج العلمي في دراسة النص العربي القديم وإعادة إنتاجه في ظل مشاكل الحاضر.
كما دعا إلى أستخدام مبدأ الشك كوسيلة للوصول إلى الحقيقة وتجنب ثقافة نقل القديم وحفظه وتبجيله، إن الشك الذي دعا إليه طه حسين بكل قوته وأظهره فى العديد من روايته ليس ذلك الشك البائس العقيم الذي يشك فيه من أجل الشك فيصبح عقبة في الوصول إلى الحقيقة ، بل الشك القائم على استخدام العقل، الشك الذي يثير تساؤلات ويفتح آفاق تفكير ، فهو يحث على التأمل والتغييرلا اليأس والانغلاق.
فكان من الطبيعي والمتوفع أن تثير تلك الأراء الجريئة حالة من الجدل في مصر في العشرينات من القرن الماضي وخاصة في كتابه "في الشعر الجاهلي" (1926) ، والتى أثارت ضجة كبيرة وأثارت زوبعة من ردود الفعل القوية والعنيفة ، خاصة من التقليديين أصحاب الأتجاه المحافظ.
بعض من معاركه الجدالية :
1- طه حسين ضد مصطفى صادق الرافعى
“أما أنا فأعتذر للكاتب الأديب إذا أعلنت مضطرا أن هذا الأسلوب الذي ربما راق أهل القرن الخامس والسادس للهجرة، لا يستطيع أن يروقنا في هذا العصر الحديث الذي تغير فيه الذوق الأدبي، ولا سيما في مصر، تغيرا شديدا”.
“إن كل جملة من جمل هذا الكتاب (رسائل الأحزان) تبعث في نفسي شعورا قويا مؤلما بأن الكاتب يلده ولادة وهو يقاسي من هذه الولادة ما تقاسي الأم من آلام الوضع”.
2- طه حسين ضد زكى مبارك
“كتاب من الكتب ألفه كاتب من الكتاب”
سقطت هذه الجملة كسهم قاتل على زكي مبارك ، خاصة أنه كان تلميذًا وصديقًا لطه حسين ، سانده ووقف إلى جانبه في محنته في أزمة كتاب "في الشعر الجاهلي". لذلك خصص معظم مقالاته للرد على طه حسين ، ولم يترك مناسبة ألا وهاجم فيها طه بهجوم عنيف . وتعبر هذه الجملة عن شدة وقوة العداء بين الرجلين حين قال زكى مبارك:
“ولو جاع أولادي لشويت طه حسين وأطعمتهم لحمه”.
وقد استفاد الأدب العربي كثيرا من مثل هذه المجادلات العنيفة التي أثيرت على يد شخصيات كبيرة مثل طه حسين والرافعى وغيرهما من رواد النهضة الأدبية العربية الحديثة ، وأعطتها الحيوية والإثارة التي نفتقدها اليوم في ثقافتنا العربية. الحياة، نحن نفتقد فن الرد القائم على رأى مخالف.