ما أحوجنا لقراءة تاريخنا الأسلامى و التمسك باخلاق الأسلام و أخلاق نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و إنه لو قرأنا و أطلعنا على سيرة النبى و الصحابة و الخلفاء الراشدين لوجدنا أنفسنا نبكى على حالنا و مصابنا فى ديننا و دنيانا .

لم تنزع منه النوى
و لهذه العبارة حكاية صغيرة يجتمع فيها بعض صفات المسلم و أخلاقه التى من المفترض ان يتحلى بها كل مسلم .كان أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب يمشى فى المدينة بعد صلاه الفجر و لم يكن قد تولى الخلافة بعد فرأى خليفة رسول الله أبى بكر الصديق رضى الله ذاهبا أقصى المدينة فذهب من خلفه فوجده قد دخل بيتا فى أقصى المدينة و خرج منه بعد وقت .و جعل الخليفة يكرر هذا و عمر يريد أن يفهم فهو وكان عمر يعرف كل ما يفعله أبو بكر الصديق من خير إلا سر هذا البيت فذهب عمر الى البيت فدخل فوجد عجوزا ضريرة فقال لها بعد ان عرفها بنفسه ماذا يفعل الرجل عندك ( يقصد أبا بكر ) قالت : والله لا أعلم يا بنى و لكن هذا الرجل ياتى دوما فينظف بيت و يصنع لى الطعام و يذهب ولا يكلمنى .
أصيب سيدنا عمر بالذهول و الدهشة و بكى .
و لما توفى خليفة رسول الله أكمل أمير المؤمنين عمل الخير فى هذا المنزل و أستكمل رعاية العجوز بنفسه و فى يوم من الأيام سألته العجوز أمات صاحبك .. قال : و ما أدراكى رحمك الله ... قالت قدمت الى التمر و لم تنزع منه النوى .
بكى عمر رضى الله عنه و قال مقولته الشهيره :
" لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر "
هذا و هو عمر ابن الخطاب أمير المؤمنين و أبا حفص و هو الفاروق الذى فرق بين الحق و الباطل و هو عمر العادل الذى حكم بعدل و كان يتقى الله فى الرعية و هو عمر الذى كان ينطق بالحق ولا يخاف فى الله لومة لائم فرحمة الله عليهم أجمعين .
الدروس المستفادة من القصة
1- ان الحاكم لا يتجبر بحكمه و أن يجعل نفسه من الشعب بمثابة أب رحيم و لين و عقابه شديد فى الحق .
2- ان المسلمون أخوة .
3- يجب علينا مساعدة الضعفاء ليس بالمال فقط و انما فى كل شيئ .
4- يجب الأقتداء بالصحابة فى أفعالهم و تحرى مواضع الخير فى كل أفعالهم .
2- ان المسلمون أخوة .
3- يجب علينا مساعدة الضعفاء ليس بالمال فقط و انما فى كل شيئ .
4- يجب الأقتداء بالصحابة فى أفعالهم و تحرى مواضع الخير فى كل أفعالهم .