الأمثال الشعبية
هى تعبير عفوي وكلمات نرددها جميعًا في حياتنا وفي مناسباتنا الاجتماعية ،ولكن قليل منا من يدرك حقيقة هذه الجمل أو القصة وراءها.
حيث تحتوي تلك الأمثال على العديد من القيم والعادات والتقاليد وأيضا التراث، فهى سهلة الحفظ وسريعة الوصول إلى قلب وضمير المستمع، وتلخص تجارب الأجيال السابقة فهى عصارة خبرات أجدادنا.

كلمة "كوسة" بالمصرى تدل على الواسطة أو محاباة لشخص دون آخر، ولكن أصل المصطلح يعود إلى العصر المملوكي، عندما كانت تغلق أبواب المدينة كلها ليلاً، ولم يكن هناك مسموح لأحد بالدخول، فكان يضطروا التجارإلى الأنتظار حتى الصباح لدخول بضائعهم المدينة، ولكن كان هناك استثناء تم منحه لتجار "الكوسة" ، لأن الكوسة خضروات قابلة للتلف، وبالتالي كان بائعو الكوسا فقط يسمح بالدخول والمرور عبر الأبواب. من جاء مصطلح "ما هى كوسه"
وهناك مثال عربي معروف متداول وهو "مسمار حجة" وأصل الحكاية أن "جحا" كان يملك منزلاً، وأراد بيعه دون أن يضطرإلى الخروج منه، فاشترط على المشتري أن يترك جحا له مسمارًا في جدار المنزل، فوافق المشتري دون أن يلاحظ غرض جحا الخبيث وراء هذا الشرط ، لكنه تفاجأ بعد أيام بدخول جحا إلى المنزل.
وعندما سأله عن سبب الزيارة أجاب جحا: جئت لأتفقد مسمارى! رحب به الرجل وجلسه وأطعمه.
لكن الزيارة كانت طويلة، وكان الرجل محرجًا من وجود جحا الطويل، لكن ما زاد الطين بله، عندما خلع جحا رداءه وبسطه على الأرض واستعد للنوم، غضب المشتري وسأله: ما الذي تنوي فعله يا جحا؟ أجاب جحا بهدوء: سأنام في ظل مسماري! تكرر هذا كثيرًا، وكان جحا يختار أوقات الوجبات حتى يتقاسم مع الرجل طعامه ، لم يتجمل المشتري أن يستمرعلى هذا الوضع، فتركًا المنزل بما كان فيه وهرب.
كثيرا ما نسمع حكايات عن أصل هذا المثل ولكن الأكثر واقعية من بين كافة الحكايات هوأن في مصر القديمة والشام كانت توجد حمامات عامة يذهب إليها الناس للاغتسال والاستحمام ، ولم يتم إدخال هذه الحمامات إلا بمبلغ من المال وكان لديهم من يشرف عليها وينظم الدخول ويحتفظ بالملابس.
وفي أحد الأيام ، اندلع حريق في أحد هذه الحمامات التي كانت مليئة بالناس. وخرج بعض من كانوا داخل الحمامات مذعورين وهم عراة ولم يخجلوا. أما الذين خجلوا فلم يخرجوا وبقيوا في الحمامات وفضلوا الموت بدلا من رؤية عريهم وخاصة النساء وماتوا فعلا. هذا ما قاله صاحب الحمام كلما سئل: هل مات أحد في هذه النار؟ فيجيب: نعم اللى اختشوا ماتوا! أصبح مثالا حتى يومنا هذا.
تعبير يصف الشخص الذي يكذب كثيرا "عمال على بطال"، حيث تحرك الإبل فمها يمينًا ويسارًا كما لو كانت تأكل طعامًا، وهو ما يضلل في كثير من الأحيان رعاة الإبل الذين كانوا ينظرون حولها معتقدين أنها وجدت أعشابًا أو شيئًا ما تأكل في وسط الصحراء قبل أن تكتشف أنها لم تأكل على الإطلاق. تلاعب بشفتيها فقط.
وهناك مقولة شهيرة سمعناها وهي: "دخول الحمام زى خروجه" وقصته أن أحدهم فتح حمامًا عامًا، وأعلن أن دخول الحمام مجاني ، وعندما يغادر العملاء الحمام كان صاحب الحمام يحجز ملابسه ويرفض تسليمها إلا بمقابل، فيثور الزبائن قائلين: ألم تقول أن دخول الحمام مجاني؟ فأجابهم: (دخول الحمام مش زى خروجه) ، وصار مثالًا للضرب فى الأمور التى يصبح الخروج منها أصعب من الدخول فيها.