خصائص الشعر فى عصر صدر الإسلام
1- لم يطرأ أي تغيير ملحوظ على الشعر في بداية الإسلام من حيث أساليبه الفنية. ولأن الشعر فن يقوم على المحاكاة ،فالشاعر كان بخطو على خطى أسلافه. وفي الغالب كان الشاعر يتتلمذ لشاعر مشهور فيكون رواية له ويأخذ عنه طريقته ويحاكيه في أسلوبه، فنجد مثلاً الحُطيئة يقر بسيره على نهج زهير بن أبي سلمى والشعراء الذين كانوا يأخذون شعرهم بالتنقيح والتحكيك.
2- وبالإضافة إلى ذلك ، كان العديد من شعراء أوائل عصر الإسلام من قدامى شعراء الجاهلية والإسلام. ومن هؤلاء: الحوطة ، وكعب بن زهير ، والخنساء ، وحسن بن ثابت ، وكعب بن مالك ، والعباس بن مردس ، وأبو ذويب الهذلي ، وحميد بن ثور ، وشماخ بن ضرار ، وكان لهؤلاء الشعراء وأساليبهم المميزة. منذ عصر الجاهلية. لم يكن من الممكن لهم تغيير هاتين الطريقتين في الإسلام. ومن هنا لا يجد الباحث فرقاً معنوياً في الجانب الفني بين شعرهم في العصر الجاهلي وشعرهم في الإسلام.
3- كما أنَّ التطوّر الذي طرأ على شعرهم منذ الإسلام، إنما يتجلى في المعاني والأغراض، فقد استحدثت أغراص جديدة وضمرت أغراض قديمة وأمد الإسلام هؤلاء الشعراء بزاد ثرٍ من المعاني والأفكار.
4- إلا أن أثر العقيدة الإسلامية لم يكن واحداً بالنسبة لهؤلاء ، فقد نفذ بعضهم العقيدة الجديدة إلى أعماقهم وانعكس في معانيها ومقاصدها ، مثل حسن بن ثابت ، وكعب بن مالك ، وعبد الله بن رواحة ، وعبدالله بن رواحة. -عباس بن مردس مثلا. وبعضهم كان له تأثير ضئيل على أرواحهم وإنتاجهم الشعري ، مثل حتا على سبيل المثال. ومهما كان الأمر ، فقد أثرت المعاني الإسلامية بدرجات متفاوتة في شعر الإسلام المبكر.
خصائص النثر فى عصر صدر الإسلام
1- أما النثر الأدبي في هذه الفترة فقد اختلف في الشعر لأن النثر أكثر استجابة لحاجات التطور من الشعر. ومن هنا كان النثر الإسلامي يمثل الحياة الإسلامية أفضل من الشعر ، بالإضافة إلى أن القرآن الكريم كان معجزة بلاغية ألقت بظلالها على الخطباء والمراسلين ، فتم طبعه بطابع إسلامي واضح. فكان النثر في هذه الفترة إسلامياً بكل ما فى الكلمة من معنى سواء في سماته الفنية أو في مقاصده ومعانيه.
2- ومن أظهر الآثار الإسلاميّة في نثر تلك الحقبة، حرص الخطباء على استهلال خطبهم بذكر اسم الله وحمده والصلاة على نبيه، بالإضافة إلى تضمين خطبهم بعضاً من آيات القرآن، حتى أنهم أطلقوا على الخطبة اسم "بتراء" إذا لم تبدأ بذكر اسم الله وحمده.
