أخر الاخبار

الشعر و النثر فى العصر الأموى

اتسم العصر الأموي بالانقسامات الحزبية وتعدد الأحزاب السياسية ، خاصة بعد أن تولى الخلافة يزيد بن معاوية ،حيث ساء التصرف. وحدث في عهده مأساة كربلاء ، ومقتل الحسين بن علي - رضي الله عنه - ومأساة غزوة الحرة ، التي اجتاح فيها جيش يزيد حرمة المدينة بقيادة الوليد بن عقبة المري. وعندما تدفقت الأموال من جميع أنحاء الدولة إلى بلاد الشام ، ازداد الرفاهية ، فساد الازدهار باقي البلاد ، وكانت الحجاز دولة فقيرة بلا زرع ، وكان فيها كثير من أبناء الصحابة. ورأى بنو أمية أنهم يغرقون الحجاز بالمال لينتشر الترف ، فيبتعد أهله عن الخلافة وشؤونها. إلى الحياة الفخمة الجديدة ، ولهذا انتشرت الرفاهية في الحجاز ، وتواجدت العديد من العبيد والمغنيات ،. وقد برع في الغناء كثيرين "كالمعبد والغريض" وغيرهما ، وشاع شعر الغزل حتى اختص به بعض الشعراء ، (الخلاصة) لقد تغيرت الحياة الاجتماعية وتغير من العرب كثيرا ، ولولا أن عددا كبيرا من الجنود ظلوا مجاهدين في سبيل الله ، يسيرون في حركة الفتح لتغير الوضع كثيرا عما كان عليه.

الأدب الأموي

أ- الشعر فى العصر الأموى 


كان العصر الأموي أكثر شهرة من غيره من العصور السابقة بظهور أشياء شعرية جديدة مثل:

(شعر سياسي - غزل - نقيض)

حيث كان ظهور الشعر السياسي في العصر الأموي يعود إلى:

خلافات ضخمة بين مختلف الأحزاب السياسية من الخوارج - الشيعة - الأمويين - الهاشميين.

لم ينتهى الأختلاف عند هذا الحد، بل جاء الأختلاف ايضا فى شعر "الغزل"، ففي عصر بني أمية جاء الغزل بصورتين هما: (غزل حضري. غزل بدوي)


1- الغزل الحضري (الصريح) : 

وكان يتناول مفاتن المرأة الحسية ، وازدهر بسبب شيوع الرخاء والغناء في حواضر العرب ، وانصراف الشعراء عن كثير من أغراض الشعر الجاهلي لزوال دواعيها ، ومن شعرائه عمر بن أبي ربيعة . 


2- الغزل البدوي (العفيف) : 

وتناول مفاتن المرأة المعنوية والجوانب الأخلاقية وتناول معاني الوِجْد (الحب والشغف) والشكوى والطهر والوفاء ومن شعرائه جميل بن معمر - كُثَيِّر عزَّة - قيس بن الملوح .

(وقعت) بين الشعراء معارك هجائية شعـرية 


ومن أشهرهم (جرير والفرزدق والأخطل) ، وقد ازدهرت بسبب التنافس الشخصي بين الشعـراء والصراع العصبي والانتماءات الحزبية ووجود وقت فراغ طويل لدى الناس كانوا يشغلونه بمتابعة تلك المعارك الشعرية في تلهف 


ولكن على النقيض، ظل الشعراء الأمويون يتقيدون بنظام القصيدة الجاهلية وظل الحضريون يبدءون قصائدهم بوصف الأطلال والبكاء على الديار رغم اختلاف بيئتهم عن بيئة الجاهليين . وفي الحجاز ظهرت مجموعة من الشعراء الذين قاموا بعمل قصائد كاملة للغزل وليس بداية القصائد فقط في تناقض مع منهج القصيدة الجاهلية.

خصائص الشعر الأموي: 


حكمت الدولة الأموية اثنتين وتسعين سنة ، بدايتها بنقل مكان الحكم من الحجاز إلى الشام ، مما أثر على طبيعة الشعر المتداول في ذلك الوقت بسبب اختلاف بيئة الشام عن الحجاز.، كان الأمويون قد أسسوا مملكة يتوارث فيها الحكم الأموي حكرا عليهم، وكان للشعر الأموي عدة خصائص في هذه الفترة ، من أهمها:

1- استقى الشُّعراءُ مُفرداتِهم من المُعجَم الإسلامِيِّ. 

2- تمسك الشعراء الأمويون بقافية واحدة ووزن واحد.

3- كثرة التعابير وقوة التراكيب في جسد القصيدة وتعتبر امتداداً لقوة القصيدة الجاهلية..

4- كان الشعرُ الأمَوِيُّ بمثابَةِ تأريخٍ حقيقيٍ لما حصل من وقائعَ حربيَّةٍ وأحداث تاريخيَّةٍ.

5- ظهور شِعر النَّقائض وهو شعرٌ اختُصَّ بذكر التَّعصُّب القَّبَلِيِّ والتَّفاخُر بالأحسابِ والأنسابِ وهذه أمورٍ كان الإسلام قد حرَّمها، وقد كان الهدفُ من ورائها التَّنافُسُ على منَحِ الخُلفاء والوزراءِ، وجعل اوقات الجمهور مشغولة ، وفرسان هذا النوع من الشعر هم: جرير ، وفرزدق ، والاخطل.
أغراض الشِّعر الأُموي : 

بَرَزَ أيضاً في الحياة العربية لهذا العصر شِعرُ القصاص والحُدود ممَّا شرعه الإسلام، ودخلها أيضاً الخوف من الولاةِ وخاصةً من عُرِفُوا بالقَسْوَةِ مثلَ الحَجَّاجِ، كما ازدهرَ الغزل البَدَويِّ العفيفِ، والغَزَلِ الحَضريِّ المُتّسِمِ باللَّهو والغناء والتَّرف، ولعل من أهم مقاصد الشعر الأموي هو الشعر السياسي ، الذي ظهر بسبب كثرة نضال الأحزاب السياسية لتولي السلطة من الخوارج والشيعة والأمويين والهاشميين ، ويعتبر الغزل والسياسة من المستجدات في اغراض الشعر فى عصر الإسلامى

ب- النثر في العصر الأموي : 

عرف العرب فنون النثر قديمًا لحاجتهم إليها، إذ كانوا يحتاجون إلى الكتابة أيضًا في كتابة مواثيقهم وصكوك التعامل التجاري بينهم، واحتاجوا أيضًا لكتابة الرسائل والمناظرات، وعندما تطوّر المجتمع الإسلامي في العصر الأموي واتسعت مساحة الدولة الأموية، وكان هناك حاجة لتأسيس ديوان ، مثل ديوان الرسائل ، والجيش ، وديوان الخاتم ، وعند الحديث عن الأدب في العصر الأمويلا بدّ أيضًا من التطرّق إلى ذكر أهم فنون النثر التي ظهرت وقتئذِ وهي "الخطابة"، فقد عرف العصر الأموي الخطابة التي كانت شائعة في العصر الإسلامي، وخصوصًا الخطابة السياسية، التي ازدهرت بفعل الصراعات بين الأحزاب السياسية، واشتهرت كذلك الخطب الحربية التي كانت تُلقى من قِبل قادة الجيوش ممن يجيدون الخطابة، ومن هذا القبيل خطبة" طارق بن زياد" في فتح الأندلس، بالإضافة إلى الخطبة الدينية التي كانت تُلقي في المساجد في أيام الأعياد والتجمعات ، وكانت ظاهرة عليها للوعظ والإرشاد. 

خصائص النثر في العصر الأموي :

وفي هذا السياق الذي يتحدث عن الأدب في العصر الأموي، سيتم الحديث عن أبرز خصائص النثر في العصر الاموي، فقد حرص الكُتاب والخطباء على تجويد كتاباتهم وتنميقها حتى تأتي في الصورة التي يرضونها، ومن هذه الخصائص ما يلي:

1- جاءت معظم الخطب منسقة الأفكار، محكمة التسلسل ومرتبة الأقسام. 
2- جزالة الأسلوب وبداوة الألفاظ. 
3- خصوبة الأفكار وعمقها.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-