إن مفهوم أدب الدول المتعاقبة هو الأدب الذي نشأ خلال الدولة الأيوبية والمملوكية والإمبراطورية العثمانية ، أي أننا سنناقش الأدب الذي نشأ بين عام 567 هـ وهو العام الذى أسس فيه صلاح الدين الأيوبي الدولة الأيوبية حتى عام 1213 هـ وهو العام الذي احتل نابليون بونابرت فيه مصر ، وبعدها بدأ الأدب مرحلة جديدة أطلق عليها اسم الأدب الحديث.
للدقة نقصد أن عصر الدول المتعاقبة هو تلك الدول التي نالت استقلالها كليًا أو جزئيًا في أواخر العصر العباسي والفاطم ، وكان لها تأثير على الثقافة العربية بشكل عام ، وهي:
أ- الدولة الزنكية التي استمرت 58 سنة (521-579 هـ / 1126-1183 م).
ب- الدولة الأيوبية التي استمرت نحو 70 سنة (579-648 هـ / 1183-1250 م).
ج- الدولة المملوكية التي استمرت 274 سنة (648-922 هـ / 1250-1517 م).
د- استمرت الدولة العثمانية في شبه الجزيرة العربية أكثر من 400 سنة بقليل (922-1334 هـ / 1517-1916م).
من حيث الإطار الزماني :
بدأت الدولة الزنكية في الموصل شمال العراق ، ثم مددت حكمها على بلاد الشام ومصر ، لكن حكمهم لم يتجاوز الستين عاما. خلفهم الأيوبيون الذين أنهوا الدولة الفاطمية في مصر عام 567 هـ ، ثم ورثوا أراضي الزنكيين بعد حوالي 10 سنوات. السلطنة الأيوبية بدورها لم تدم أكثر من عدة عقود. ظهرت قوة جديدة كانت قوة المماليك الذين حكموا أجزاء كبيرة من الشرق العربي من 648-922 هـ ، عندما حكمتهم الدولة العثمانية على العالم العربي لما يقرب من أربعة قرون. على سبيل المثال ، عاش الحجاز تحت الحكم العثماني بين عامي 922-1334 هـ / 1517-1915م.
أما الإطار المكاني :
وهي موطن حكم هذه الدول ، وهي بلاد الشام ومصر بالدرجة الأولى ، وبعض أجزاء شبه الجزيرة العربية ، كالحجاز واليمن. أما ما كان خارج هذه الدولة في العهد العثماني ، فلم يدخل في إطار البحث ، لأن المراكز الثقافية والفكرية والأدبية الكبرى كانت في بلاد الشام ومصر بالدرجة الأولى.
أبرز الكُتَّاب والأدباء
أنجبت حقبة الدول المتعاقبة مجموعة من الكتاب اللامعين شكلوا من خلال إنتاجهم المتميز جوانب مشرقة في تاريخ النثر العربي ، وانقسمت اهتمامات هؤلاء الكتاب بين العديد من الفنون وأنواع النثر المختلفة.
وسنحاول فيما سيأتي –أن نكشف عن أبرز هؤلاء الُكتَّاب , وأن نوضح الأنواع النثرية التي جرى قلم إبداعهم فيها، وما نتج عن ذلك من مؤلفات أضحت شاهدةً على تفوقهم، على أن نسبق ذلك كله بالتعريف بهم، وتسليط الضوء على بعض من جوانب حياتهم،دون أن نلزم أنفسنا بعدد معين من الأدباء والكتاب , أو بنسبة متساوية لتوزيعهم على العصور الثلاثة : الأيوبي والمملوكي والعثماني, بل سنكتفي بذكر أبرزهم ,خاصة أولئك الأدباء والكُتَّاب الذين قد يعكسون لنا بعض النواحي الفنية للأشكال الكتابية التي عرفها عصرهم, وهم:
1- القاضي الفاضل .
2- العماد الأصبهاني.
3- ابن الأثير.
4- محيي الدين بن عبد الظاهر .
5- صلاح الدين الصفدي.
6- يوسف البديعي.
7- الشهاب الخفاجي.
أبرز الشعراء:
1- البوصيري
2- ابن النبيه
3- ابن الفارض
4- ابن نُبـاتة
5- الأمير منْجك