أخر الاخبار

مقدمة أدب العصر الإسلامى

عصر صدر الإسلام هو العصر الثاني من عصور الأدب العربي ، ويبـدأ ببعثة الرسول عام 610م ، وينتهي بانتهاء عصر الخلفاء الراشدين، بالتزامن مع وقيـام دولة بني أمية عام 41هـ ، ومدته ثلاثة وخمسون عاماً هجرياً .
تعتبر هذه الحقبة من أعظم العصور الإسلامية ، فقد انتشرت فيها دعوة الإسلام ، مما أخرج الناس من ظلمة الجهل إلى نور الإيمان وهدى الحق ، ورسم لهم طريق الفضيلة والصلح. وجعلوا المؤمنين إخواناً ودودين لا تفسد أرواحهم الحقد والبغضاء ، ولا تحجب عوامل الخلاف والبغضاء والتأثير، فيقول الله –عز وجل -


(وألـف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم، ولكـن االله ألـف بينهم) .
العصر الإسلامي

أثر الإسلام في حياة العرب الاجتماعية

أثر الإسلام في الحياة الاجتماعية للعرب ، فألغى الشرك والوثنية ، ودعا إلى التوحيد ، وأبطل معظم المعتقدات والعادات التي كانت شائعة في الجاهلية: مثل الإيمان بالكهان والعرافين ، والنهي عن الكحول ، والقمار ، العبيد والمعاملة الربا، ووأد البنات خوف العار أو الفقر والأخذ بالثأر، وحرمان المرأة من الميراث، وفـي كل ذلك كان يهدف الإسلام إلى سعادة الفرد والأسرة في نطاق المجتمـع المحلـي، وعلى مستوى الأمة الإسلامية لتحقيق قول االله فيها:


(كنتم خير أمة أُخرجت للناس)


تأثير القرءان فى الأدب واللغة


كان للقرآن الكريم أثر كبير في حياة العرب من شـتى الوجـوه ، ويهمنـا بالدرجة الأولى أن نبين هذا التأثير من ناحية اللغة والأدب،
نزل القرآن بلسان عربي مبين فأحب العرب سحره ، وبهرهم أسره ، وأخـذ بمجامع قلوبهم بيانه الساحر ، وأسلوبه المعجز القاصم ، فتوهموه سحراً ومـا هـو بالسحر، وظنوه شعراً وليس بالشعر .



(وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلاً قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفوراً رحيم)

يتجلى الإعجاز الأدبي للقرآن في أنه أرقى نص أدبي من حيث الخطابة والأسلوب. فيه نثر فني رائع بأشكال مختلفة ، من المرسل والمسجوع. وبسببه وجدت علوم اللغة العربية وستظل تنهل من معينه الذي لا ينضب، لأنه صورة متكاملة للغة العربيـة بفصاحتها وقوتها التعبيرية وطاقتها البيانية.


تأثير القرءان فى اللغة


1- وحد لغة العرب :

مع وجود عدة لهجات ففى وجود القرءان اصبحت لهجة قريش لها السيادة ، فالقرآن هو الذي جمع العرب على هذه اللهجة فكان له أثره في تركيز اللهجات وتوحيدها فـي لهجة واحدة ، لأن العرب لو لم يجتمعوا على لهجة قريش لأصبحت لهجة كل قبيلة بفعل الزمن لغة مستقلة كما استقلت لهجات الـسامية وأصـبحت لغـات مـستقلة: كالعربية والعبرية والسريانية والآرامية. والأمر الثابت أن كل قبيلـة فـي شـمال الجزيرة العربية كانت لها لهجتها الخاصة تتحدث بها حديثها اليومي العـادي، قد تقترب هذه اللهجة المحلية من لهجة قريش أو تبتعد عنها اعتمادًا على صلتها القوية أو الضعيفة بقريش ، أو اعتمادًا على قربها من مكة المكرمة وبعدها. وفقط الشعراء في القبائل العربية الشمالية هم من اتخذوا لهجة قريش ليقولوا أشعارهم سعياً وراء الشهرة ويخرجون بأنفسهم من دائرة الشعراء المحليين إلى دائرة الشعراء الذين يغنون شعرهم الركائب في الجزيرة كلها ونتيجة لذلك اختفاء معظم الخصائص والخصائص اللغوية لللهجات القبلية من شعر شعرائها.

2 - الأمر لم يتوقف عند هذا الحد. بل عمل القرآن على نشر ونشر اللغة العربية وجعلها لغة عامة رسمية في مختلف البلدان والممالك التي غزاها المسلمون.فهو الذي غير لغة اليمن إلى العربية وانتقل دعاة الدين الجديد وحفظة القرآن إلـى الشام ومصر وليبيا والمغرب وعبروا إلى الأندلس فاستبدل أهل هذه الديار بلغـاتهم اللسان العربي المبين، وأصبحت لغة الدين والسياسة والأدب لأهلها الذين اضطروا إلى هجر لغاتهم وتعلم العربية لتفهم الدين الجديد والدعوة إلي

3- صار الشعر عوناً للناس على فهم القرآن وتفسيره ، جاء ابن عباس ليقـول للناس :" إذا صعب عليكم شئ من معاني القرآن فالتمسوه في الشعر، فالشعر ديوان العرب" .



4- حفظ القرآن اللغة من الانقراض ، كما انقرضت عدة لغات بفضل خلود القرآن وبقائه. 


( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).


ثانياً: أثر القرآن في الأدب


1- تأثر الشعراء والخطباء والأدباء بأساليب القرآن وأساليب التعبير عنه ومقارباته في سوق الآراء وصياغة الحجج وعرض القصص والأوصاف والخلافات والنصائح الحسنة ، فقاموا بصياغة آثارهم الأدبية على نهجها.

2- رفع القرآن مكانة النثر لأن الشعر كان المكان الوحيد بين فنون الأدب.

3- أحيا القرآن فنون أدبية جديدة كالقصص والأدب الزهد وأدب التاريخ. لقد ألغى صوت الكهنة والهجاء الكاذب والمبالغة في الكبرياء والاعتزاز في الأسلوب.

4- دفع المسلمين إلى تتبع اللغة العربية، وجمع شعرها وحكمها وأمثالها ووصاياها وخطبها من العرب الموثوق بهم ، حتى يستطيعوا أن يفهمـوا ألفـاظ القـرآن وأساليبه، وقد جمعوا مئات الكتب والرسائل التي صارت مرجعاً فـي دراسـة اللغة وأدبها.



ثالثاً: أثر الحديث الشريف في اللغة والأدب

أما بلاغة الحديث الشريف فهي وإن كانت دون بلاغة القرآن الكريم رغـم أن قائله أبلغ العرب قاطبة وأفصحهم ، فقد أثرت في اللغة والأدب بما احتوته مـن مجازات رائعة وتشبيهات مستمدة قوتها التعبيرية من تجربة الرسول الكريم ، فالحديث الشريف هو المصدر الثاني بعد القرآن في الدراسات اللغوية والأدبية وفـي نشأة علوم اللغة العربية، لـذلك نظر إليه الأدباء نظرة تقدير وإعجاز فقلدوه في بلاغته وأساليبه التي تمتاز بالفصاحة والإيجاز


1- ساعد القرآن الكريم على انتشار اللغة العربية في المناطق التي رفعت راية الإسلام وكان له الأثر الثاني في حفظ اللغة واستمرارها.

2 - معروف أن القرآن الكريم ذكر أصول الدين وأحكامـه مجملـة وجـاء الحديث ففصلها، ومن ثم استعمل ألفاظاً دينية وتشريعية وفقهية لم تكن مستعملة في الجاهلية، فاتسعت بفضله اللغة العربية مادة ومضموناً بهذه الألفاظ الجديدة التي لـم تكن تستخدم من قبل هذا الاستخدام الخاص.

3 - ساعد الحديث الشريف على تهذيب الألسنة ، وتثقيف الطباع والقضاء على الحوشى والغريب والتعقيد في البيان ، والمعاظلة في التراكيب ، وأحل محل ذلـك السلاسة والسهولة و الرونق والوضوح وسلامة الأسلوب والبيان.

4 - تأثر به الخطباء والكتاب والشعراء ، واقتبسوا منه، وحاولوا الـسير علـى نهجه ولا سيما أولئك الذين تربوا في مدرسة النبوة ، وأثر هذه المدرسة واضح في كلام الصحابة وخطبهم.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-